أيها الطلاب الأعزاء
بينما تبدأون رحلتكم في اكتساب العلم، من المهم أن تتذكروا أن السعي نحو التعلم ينبغي في الأساس أن يكون حول تحسين الذات. بدلاً من التركيز فقط على اكتساب العلم لتعليم وإرشاد الآخرين، فكّروا في تحسين أنفسكم من خلال العلم الذي تحصلون عليه. لا يمكن تعليم وإرشاد الآخرين إلا عندما تكونوا قد قويتم أنفسكم بالأخلاق الحميدة واحترام الآخرين
المعرفة أي العلم هي أداة قوية يمكنها أن تحقق تغييرًا إيجابيًا في العالم، لكن من الضروري أن نقترب منها بالنيات الصحيحة والمنهج السليم. إليكم بعض النقاط لتذكيركم وأنتم تسعون لتحسين أنفسكم من خلال طلب العلم :
١- إعادة التفكير في الذات: خصصوا الوقت للتفكير في دوافعكم للسعي وراء العلم. هل تفعلون ذلك فقط لكي تكتسبوا قوة فوق الآخرين، أم أنكم تسعون حقاً إلى النموّ الشخصي والتحسين؟ إعادة التفكير في الذات خطوة أساسية حيث يتم تأصيل السعي وراء العلم في التواضع والإخلاص
٢- تحسين الذات: استخدموا العلم الذي تحصلون عليه كوسيلة لتحسين وتعزيز شخصيتكم الخاصة. بدلاً من رؤية العلم كوسيلة لرفع نفسكم فوق الآخرين، راجعوه كوسيلة لتصبحوا أفضل، متسامحين أكثر. سعوا لتجسد القِيَم والمبادئ التي تتعلمونها من خلال دراستكم
٣- الاحترام والتعاطف: افهموا أن تعليم الآخرين وإرشاد الآخرين يأتي من خلال التفاعلات الاحترامية والتعاطفية. بينما تحصلون على المعرفة، كوّنوا احتراماً عميقاً لوجهات نظر وتجارب الآخرين من حولكم. استخدموا فهمكم لرفع ودعم الآخرين، بدلاً من استعمال السيطرة أو التحكم
٤- الأدب واللين: أدخلوا مبادئ الأدب في حياتكم اليومية. اللطف والأدب والتعاطف هي مكونات أساسية لتحسين الذات الشخصية
تذكروا المثل القائل “خير الناس أنفعهم للناس”. هذا يؤكد على الفكرة أن التمكين الحقيقي لا يتم من خلال فرض المعرفة أو السلطة، بل من خلال خدمة بلا أنانية، واللطف، والرعاية الحقيقية للآخرين
في الختام، أثناء سعيكم للحصول على المعرفة، اعتبروها وسيلة لتحسين وتطوير أنفسكم. استخدموا فهمكم ونمائكم كمنصة لتمكين ودعم الآخرين، وخلق مجتمع إيجابي ومستنير يقوم على الاحترام المتبادل والتعاطف. تذكروا أن الإرشاد الحقيقي لا يأتي من خلال السيطرة على الآخرين بالعلم، بل من خلال استخدام العلم لتحسين أنفسكم وإثراء حياة من حولكم
أطيب الأماني في رحلتكم لتحسين الذات واكتساب المعرفة
مدير و خادم الفلاح
ذهيب إقبال